الرئيسية / مقالات / التواصل الإيجابي – سر الأبوية الناجحة

التواصل الإيجابي – سر الأبوية الناجحة

د. أسامة محمد إبراهيم

أستاذ علم النفس التربوي – جامعة سوهاج

الأسرة هي المدرسة الأولى التي تتشكل فيها اللبنات الأولى لشخصية الطفل، ويتعلم فيها القيم والأخلاق والدين والعادات والتقاليد، والسلوكيات المختلفة، وتتشكل فيها منظومة النسق القيمي، وهو أيضا فيها يتعلم مبادئ الحوار وكيفية التواصل، وتنمو بذور شخصيته التي ستستمر معه في كبره.

 ويقوم الوالدين بدور مهم في تنمية هذه العلاقات لدى أبنائهم من خلال القدوة ومن خلال التفاعل معهم. ويتعلم الأبناء من خلال التواصل الجيد كيف يتفاعل الأفراد مع بعضهم، وماذا يتوقع منهم الآخرون، وما يمكن أن يتوقعوا هم من الآخرين. وهم يتعلمون أمورا كثيرة حول أنفسهم ومشاعرهم. ويساعد التواصل البناء على بناء الثقة وتقدير الذات، ويتعلم الطفل من خلال خبرات التواصل كيف يتفاعل مع غيره ويكون علاقات إيجابية معهم، سواء أكان ذلك داخل العائلة أم خارجها. لذا فإن تنمية التواصل الإيجابي يعد أمرا ضروريا لتطوير علاقات صحيحة وهو من أهم مسئوليات الوالدين.

تبدأ بذور التواصل مع الطفل من مرحلة الحمل من خلال حديث الأم لطفلها.  لذا، من الضروري أن نعمل على زيادة وعي الأمهات والآباء بالدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعباه في مساعدة طفلهم النامي على تطوير مهارات الاتصال الحيوية منذ المراحل المبكرة جدا. وفي مرحلة الطفولة المبكرة يتعلم الطفل أنماط للتواصل من خلال كيفية استجابة الوالدين لحاجات الطفل المختلفة وبكائه ورغباته… وتعد القراءة أيضا للطفل بصوت هادئ واهتمام من الأمور المهمة. وكلما كبر الأطفال، أصبح التواصل أصعب وأكثر أهمية لا سيما في حالة الأزمات الأسرية، حيث يمكن أن يغلق الطفل نوافذ التواصل، ويتعاملون مع مشاعرهم الخاصة.

التواصل الأسري هو الترمومتر لصحة العلاقة داخل الأسرة

إن كثيراً من الأسر اليوم لا يجري فيها حوار جيدا، لأن الآباء متأثرون بطريقة تربية آبائهم لهم، حيث الأبناء لا يجرؤون على التحاور مع الأبناء. وقد أظهرت دراسة حديثة أجراها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني أن 50% من الأبناء لا يتواصلون مع أسرهم في القضايا المهمة، وهذا يعكس واقعا غير جيد لمستوى التواصل في الأسرة لدينا. فكثير من الآباء تركوا مسألة التنشئة للمربيات في مرحلة الطفولة المبكرة، ثم للمدرسة في المرحلة الابتدائية، ثم للإنترنت والفضائيات في المرحلة الثانوية. ولابد أن نعترف أن لدى الأسر العربية مشكلة حقيقية في التواصل داخل الأسرة.

إن ما يجري في معظم البيوت غالبا ليس حوارا، وإنما هو نوع من الجدل الذي تعلو فيه الأصوات.  وهناك أسر يختفي الحوار فيها تماما بسبب انشغال الأبوين خارج المنزل طوال الوقت. وأحيانا بسبب الجهل بأهمية الحوار. كما أن التقنية الحديثة اليوم تلعب دورا سلبيا على التواصل داخل الأسرة.

وفي كثير من الأسر، يمكن القول إن هناك حالة من الخرس الأسري، حيث لا تواصل، وفي الغالب هذه الأسر يسود فيها الصمت ويختفي فيها الحوار، وتصحو في الغالب على مشاكل تشبه الانفجار. في مثل هذه البيوت لا يعرف الأب شيئا عن أصدقاء أبنائه، ولا أفكاره أو قيمه الشخصية. وغالبا ما يتفاجأ بمشاكلهم وكأنه لا يعيش معهم في بيت واحد. وتصبح الأسر مع مرور الوقت، وضعف الاتصال مثل «إناء الطهي المضغوط» الذي سيطلق صفارة منذرا بالانفجار! لذلك ، يجب أن تتعود الأسرة على أن تنفس الضغوط  من حلال التواصل والحوار

ومن أسباب غياب التواصل بين الوالدين والأطفال عدم معرفة الوالدين بقيم وثقافة التواصل، أو وجود قيم ومفاهيم سلبية عن التواصل (مثل ضرورة الامثال والتربية القديمة). وقد يعتقد الوالدان أن الأطفال غير مؤهلين للتواصل، وربما كانت الخبرات السابقة السلبية في الأسرة حول التواصل (مثل التعنيف والاستهزاء) سببا في توقف الحوار والتواصل. وهناك أسباب مستحدثة مثل انشغال الوالدين، والتقنية الحديثة

 

والآن كيف نساعد أطفالنا على تعلم التواصل وبناء العلاقات الصحيحة؟

يقوم الوالدين بدور مهم في تنمية هذه العلاقات لدى أبنائهم من خلال القدوة ومن خلال التفاعل معهم. ويتعلم الأبناء من خلال التواصل الجيد كيف يتفاعل الأفراد مع بعضهم، وماذا يتوقع منهم الآخرون، وما يمكن أن يتوقعوا هم من الآخرين. وهم يتعلمون أمورا كثيرة حول أنفسهم ومشاعرهم. ويساعد التواصل البناء على بناء الثقة وتقدير الذات، ويتعلم من خلال خبرات التواصل كيف يتفاعل مع غيره ويكون علاقات إيجابية معهم، سواء أكان ذلك داخل العائلة أم خارجها. لذا فإن تنمية التواصل الإيجابي يعد أمرا ضروريا لتطوير علاقات صحيحة وهو من أهم مسئوليات الوالدين.

  • أنصت لطفلك باهتمام، إذا كنت ترغب في التواصل، فعندما تنصت لابنك فأنت ترسل رسالة مفادها أن أفكاره وقيمه ومشاعره تستحق الانصات.
  • خصص وقت للتواصل مع الطفل، وربما للأسرة كلها.
  • كن على استعداد لأن تستمع أكثر مما تتكلم
  • تفهم مشاعره، وهذا لا يعني بالضرورة أنك توافق عليها
  • حاول أن تفهم أسباب صمت أبنائك
  • شارك طفلك مشاعره
  • راقب مشاعرك وانفعالاتك القوية، ولا تتمادى فيها أمام أطفالك.
  • حاول أن تشجعهم على التفكير الناقد.
  • تعلم وعلمهم أن الناس مختلفون في أنماط الشخصية وأساليب التفكير، وأن هذه الاختلافات ينتج عنها تفاوت بينهم في السلوك والأفكار، ويجب أن نعرف كيف نتصرف مع كل فرد بالطريقة المناسبة.
  • لابد أن نتذكر أن لكل صور الاتصال بعدا انفعاليا، فنبرة الصوت وحدته وتعبيرات الوجه تنقل مشاعر معينة. هذه المشاعر تؤثر في كيفية استقبال طفلك لما تقول.
  • إن نقل الانفعالات يكون أيضا بالسلوك، فغلق الباب بشدة مثلا تعبير عن حالة غضب شديدة.
  • يجب أن نعلم الطفل الوعي بحقيقة مشاعرهم، وأن نساعده في التعبير عن مشاعره بصورة سليمة، وأن يعرف كيف أن المشاعر يؤثر في طريقة تواصله مع الآخرين.

 

الأشياء التي يجب أن يتجنبها الوالدين في تواصلهم مع الأبناء

  • لا تعتبر نفسك السلطة الوحيدة أو الآمر الناهي
  • في كل الأحوال انتقد السلوك ولا تنتقد الطفل
  • لا تقاطع طفلك وهو يتحدث
  • لا تستعمل عبارات تهكمية
  • لا تهدده أو تسخر منه
  • لا ترفض بسرعة رغبات طفلك دون مناقشة
  • لا تتصرف بعدوانية أمام طفلك
  • لا ينتقد الوالدان بعضهما أمام الأطفال
  • توقف عن إصدار الأحكام واللوم والمستمر للطفل
  • لا تستخدم أسلوب إصدار الأوامر

 

 

عن admin

شاهد أيضاً

كيف تبني مقياس دراستك؟

هناك عدد من الممارسات الضرورية لتصميم مقاييس الدراسات المسحية، وهي تتضمن ست خطوات: الخطوة 1: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page