د. أسامة محمد إبراهيم
أستاذ علم النفس التربوي – جامعة سوهاج
غالبا ما تؤسس النظم التربوية النموذجية على مجموعة من المبادئ Principles الدقيقة والواضحة. وهناك دائما حاجة ضرورية للمراجعة والتجديد وإعادة الصياغة لكيفية إدارتنا للبرامج التربوية كي تتوازى تلك البرامج مع المبادئ المختارة.
ويوجد العديد من الأطر للمبادئ المرتكزة على المتعلم مثل تلك التي طورتها رابطة علم النفس الأمريكية American Psychological Association (APA) والمبادئ التي طورها المختبر التربوي الإقليمي بـ ميدكونتننت Mid-Continent Regional Educational Laboratory التي قام بتطويرها مجموعة من علماء النفس والتربية والمهنيين في مجالات علمية عديدة، هذه المبادئ يمكن أن تعمل كموجهات لعملية إعادة التشكيل التربوي وإعادة تصميم المدارس. وفيما يلي عرض لتلك المبادئ:
العوامل المعرفية وما وراء المعرفية:
المعيار (1): طبيعة عملية التعلم:
التعلم عملية طبيعية يسعى الفرد من خلالها لتحقيق أهداف ذات معنى بالنسبة له، فهي عملية نشطة وإرادية تتوسطها عمليات عقلية داخلية. إنها عملية اكتشاف وبناء للمعنى من خلال خبرات الفرد ومعلوماته يتم من خلالها تكون إدراكات الفرد وأفكاره ومشاعره.
المعيار (2): أهداف عملية التعلم:
يسعى المتعلم إلى خلق تمثيلات متماسكة وذات معنى للمعرفة بغض النظر عن كم وجودة البيانات المتاحة.
المعيار (3): بنائية المعرفة:
يربط المتعلم المعلومات الجديدة من المعلومات الموجودة لديه والمعلومات المستقبلية بطرق ذات معنى وفريدة.
المعيار (4): عمليات التفكير العليا:
الاستراتيجيات العليا المرتبطة بالتفكير عن التفكير، والإشراف ومراقبة العمليات العقلية، تيسر عمليات التفكير الإبداعي والتفكير الناقد وتطور الخبرة.
العوامل الانفعالية:
المعيار (5): التأثيرات الدافعية على التعلم:
إن عمق واتساق المعلومات المعالجة ماهية ومقدار المعلومات التي يتعلمها الفرد ويتذكرها تتأثر بـ: (1) الوعي الذاتي ومعتقدات الفرد حول عمليات الضبط والكفاءة والقدرة ، (2) وضوح وبروز القيم والاهتمامات والأهداف الشخصية، (3) التوقعات الشخصية حول النجاح والفشل، (4) الانفعال والوجدان والحالة العامة للعقل، (5) الدافعية الناتجة عن التعلم.
المعيار (6): الدافعية الداخلية للتعلم:
إن الأفراد بطبيعتهم فضوليون ويستمتعون بالتعلم، ولكن الانفعالات والمعرفة السلبية القوية (مثل: الشعور بعدم الأمن، القلق المرتبط بالفشل، الخجل، والخوف من العقاب البدني، والسخرية، أو إطلاق ألقاب ساخرة) تعوق الحماس للتعلم.
المعيار (7): خصائص مهام التعلم المدعومة بالدافعية:
يمكن استثارة خصائص مثل الفضول والإبداع ومهارات التفكير العليا من خلال مهام التعلم التي تتميز بالجدة وبمستوى صعوبة مناسب لكل طالب.
العوامل التطورية: Developmental Factors
المعيار (8): معوقات وفرص التطور:
ينمو الطلاب خلال مراحل تطور جسدية وعقلية وانفعالية واجتماعية كدالة للعوامل الوراثية والبيئية.
العوامل الشخصية والاجتماعية Personal and Social Factors
المعيار (9): التنوع الثقافي والاجتماعي:
تسهل عمليات التفاعل الاجتماعي، والتواصل مع الآخرين بمرونة وتنوع (في العمر والثقافة والخلفية الأسرية)، والبيئات التعليمية التوافقية، من حدوث عملية التعلم.
المعيار (10): القبول الاجتماعي وتقدير الذات والتعلم:
تزداد وتتضاعف عملية التعلم عندما يتفاعل الطلاب مع بعضهم بأسلوب فيه احترام ورعاية وتقدير لمواهبهم الخاصة، وقبول بعضهم البعض كأفراد.
الفروق الفردية Individual Differences
المعيار (11): الفروق الفردية في التعلم:
على الرغم من انطباق المبادئ الأساسية للتعلم والدافعية والتدريس الفعال على جميع الطلاب (بغض النظر عن النوع ، والقدرة الجسدية، والوضع الاجتماعي والاقتصادي)، إلا أن المتعلمين لديهم قدرات وتفضيلات مختلفة لاستراتيجيات وأنماط التعلم. هذه الاختلافات هي دالة للعوامل البيئية (ما يتم تعلمه والتواصل به في مختلف الثقافات والمجموعات الاجتماعية) والعوامل الوراثية (ما يحدث بطريقة طبيعية كنتيجة للاختلافات الجينية).
المعيار (12) أساليب التنقية المعرفية:
إن المعتقدات الشخصية، والمفاهيم الناشئة عن التعلم السابق وتفسيراتها تمثل أساس فردي لبناء الواقعية وتفسير خبرات الحياة.
هذه المعايير لها تضمينات مباشرة في البرامج التي يتم تصميمها للطلاب. وقد تم تأسيس العديد من برامج الموهوبين الحديثة بناءً على هذه المعايير، وقد أظهر التطبيق العملي مدى استحقاق هذه المعايير للاهتمام. إنه من المهم أن نحتفظ بتلك المعايير في أذهاننا وأن نستحضرها عن تطوير أو إعادة تصميم برامج الموهوبين.
