الرئيسية / تقارير / تطوير أنظمة تقويم الطلاب الوطنية من أجل تعليم عالي الجودة: دروس من جمهورية كوريا

تطوير أنظمة تقويم الطلاب الوطنية من أجل تعليم عالي الجودة: دروس من جمهورية كوريا

 

ترجمة : د. أسامة إبراهيم

تقدم هذه الدراسة لمحة عامة عن التقويم الوطني للإنجاز التعليمي NAEA ودورها في المساهمة في تقدم الدولة في مجال التعليم. بالإضافة إلى وصف التطور التاريخي لـ NAEA من حيث تغطيتها وتصميمها، كما تستكشف الطرق المختلفة التي تم بها استخدام بيانات تقويم الطلاب على نطاق واسع لإعلام وتنفيذ السياسات على المستويين المدرسي والوطني لتعزيز التعلم خاصة بالنسبة للإنجاز الضعيف الطلاب. تلخص الدراسة أيضًا الدروس الرئيسية من نظام NAEA.

حقائق سريعة عن كوريا الجنوبية

التعداد

عدد السكان: 51.715.000 نسمة

معدل النمو السكاني: 0.26٪

التركيب الديموغرافي: متجانس

المصدر: CIA World Factbook 2021

الناتج القومي الإجمالي

الناتج المحلي الإجمالي: 2،211 مليار دولار

نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي: 42.765 دولارًا (تقديرات عام 2019 بالدولار لعام 2010)

المصدر: CIA World Factbook 2021

التوظيف

معدل البطالة: 3.94٪

معدل بطالة الشباب: 10.2٪

المصدر: OECD 2020، CIA World Factbook 2021

الاقتصاد

اقتصاد تهيمن عليه الخدمات

صناعات الخدمات الرئيسية: البيع بالتجزئة، النقل، الخدمات المالية، التعليم، الرعاية الصحية

مجالات التصنيع الرئيسية: الإلكترونيات الاستهلاكية والسلع المنزلية والسيارات والصلب

المصدر: CIA World Factbook 2021

التحصيل ما بعد الثانوي

الأعمار من 25 إلى 34 عامًا: 70٪

الأعمار من 25 إلى 64 عامًا: 50٪

المصدر: OECD Education at a Glance 2020

الملخص التنفيذي

على مدار الثلاثين عامًا الماضية، ركز إصلاح التعليم في جمهورية كوريا بشكل متزايد على تحسين الجودة لتعزيز مخرجات تعلم الطلاب. في الواقع، غالبًا ما يُشار إلى هذا النظام التعليمي عالي الأداء كمساهم رئيسي في الارتفاع الاقتصادي المذهل للبلاد. تم اتخاذ عدة إجراءات لتحسين جودة وأداء نظام التعليم، كان من بين أهم تلك الإجراءات الجهود المكثفة لتطوير واستخدام بيانات تقويم الطلاب لتتبع أداء الطلاب. وبشكل خاص، أتاح التقويم الوطني للتحصيل التعليمي (NAEA)، الذي يُجرى سنويًا منذ عام 1998، مراقبة وتحسين أداء الطلاب وكذلك الأنظمة المدرسية. ونتيجة لذلك، كانت جمهورية كوريا صاحبة الأداء الأفضل في تقويمات الطلاب الدولية الموحدة مثل برنامج التقويم الدولي للطلاب (PISA)، ودراسة الاتجاهات في الرياضيات والعلوم الدولية (TIMSS).

يصف هذا التقرير التطور التاريخي ودور نظام NAEA وسياساته وممارساته التي مكنت المدارس من تحسين تعلم الطلاب وتعزيز الأداء العالمي لجمهورية كوريا. يحدد التقرير فيما يلي ثلاث سمات واسعة لنظام NAEA والتي أسهمت بشكل كبير في رفع أداء الطلاب وتحسين نظام التعليم في الدولة.

 

(1) نظام تقويم طلابي رفيع المستوى يُسهم في تحسين أداء الطلاب

يمكن أن تُعزى الإنجازات التعليمية لجمهورية كوريا إلى حد كبير إلى التقويم الفعال للطلاب. قامت الدولة بدمج إجراءات السياسة الخاصة بإصلاح المناهج مع آليات فاعلة لقياس تعلم الطلاب وآليات التغذية الراجعة لتقوية نظام المدارس العامة. طور التقويم الوطني للتحصيل التعليمي NAEA اختبارات تحصيل أكاديمي في اللغة الكورية والدراسات الاجتماعية والرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية من خلال تحليل متعمق للمناهج الوطنية. استنادًا إلى درجات اختبار NAEA، يتم تصنيف الطلاب إلى أربعة مستويات تحصيل لكل موضوع: متقدم، ماهر، أساسي، وأدني من الأساسي. كما تُطبق استبيانات مسحية لجمع متغيرات سياقية تعليمية تتعلق بخلفية المدرسة والمعلم والطالب.

أجري تقويم NAEA في البداية على أساس العينة، لكن تم تغييره ليصبح تقويم قائم على التعداد في عام 2009، ثم تحول بعد ذلك إلى آلية للتحقق من جودة التعليم والمساءلة في المدارس ومكاتب التعليم الإقليمية. وتم توسيع الغرض من تقويم NAEA من مراقبة جودة التعليم إلى تشخيص وتحسين مستوى تحصيل كل طالب، ودعم نظام التعليم المدرسي.

(2) توسيع بيانات تقويم الطلاب من أجل مساءلة المدرسة

في عام 2008، أنشأت الحكومة “الخطة صفر” للطلاب دون المستوى الأساسي، والتي دفعت بدعم السياسة التعليمية للطلاب ذوي التحصيل الضعيف. تستخدم سياسة ضمان المستوى الأكاديمي الأساسي نتائج من تقويم NAEA والتي اقتُرِحَت بناءً على دراسات إمبريقية أجريت باستخدام تقويمات وطنية ودولية مختلفة. تحديدا، صُنفت المدارس التي تضم نسبة عالية من الطلاب الذين يقعون في المستوى دون الأساسي بأنها “مدارس بحاجة للتحسين” وتم تزويدها بالدعم الإداري والمالي. كان لبرنامج “مدارس التحسين” تأثير إيجابي؛ ومع ذلك، لا تزال هناك مدارس بها نسبة كبيرة من الطلاب في مستوى التحصيل دون الأساسي. أيضًا، من الضروري مواجهة الطلبات في دعم جهود المدارس المستهدفة لتحسين تحصيل الطلاب بشكل منهجي.

تم أيضًا تطوير فهارس (مؤشرات) التقدم في المدرسة School progress indexes لتتبع التحسن السنوي في التحصيل الدراسي في كل مستوى مدرسي بناءً على نتائج NAEA. علاوة على ذلك، أصبح الكشف عن المعلومات الخاصة بمؤشر التقدم المدرسي لكل مدرسة إلزاميًا. وقد أتاح ذلك فهمًا أفضل لمستويات تحصيل الطلاب حسب المدرسة والمنطقة، وبالتالي كان بمثابة دليل لتعزيز مساءلة إدارات التعليم.

(3) تقويم قوي لتعلم الطلاب يساهم في تعزيز نظام التعليم

يعمل إطار التقويم لتحسين مخرجات المدارس على توسيع نطاقه من تقويم الطلاب إلى الفحص الشامل لنظام التعليم بأكمله. يهدف NAEA إلى أن يكون الرابط المركزي بين مختلف أنظمة التقويم لربط نتائج العناصر المختلفة ولتعزيز التأثير بشكل أكثر فعالية. تبدو نتائج NAEA أيضًا عند تطوير مناهج جديدة من خلال المساعدة في اتخاذ القرار بشأن نطاق وتسلسل واستمرارية وصعوبة المناهج الدراسية. في الآونة الأخيرة، تشير النتائج إلى الحاجة إلى تعزيز سياسات دعم التعليم والتعلم للمتعلمين الأقل حظا لتحسين نظام التعليم وضمان المساواة في التعليم. بالإضافة إلى ذلك، تشارك مجموعات الخبراء بنشاط لإجراء مزيد من البحوث، والتي يمكن أن تولد أدلة للمساعدة في تحديد اتجاهات السياسة لتعزيز القدرة الأكاديمية ونقل الجوهر في المبادرات الحكومية لدعم المدارس.

يمكن لتجربة جمهورية كوريا مع نظام NAEA أن تقدم دروسًا للبلدان النامية الأخرى في آسيا وهي تسعى إلى تحسين أنظمتها التعليمية. تشمل الدروس المستفادة ضرورة الاستثمار في تطوير مقدرة مؤسسية قوية لتقويم الطلاب، وإجراء تتبع منهجي وعلمي لتعلم الطلاب، وتحديد المساءلة عن النتائج التعليمية من خلال الإفصاح العام، وتطوير برامج تكميلية لمعالجة النقص.

الدروس المتعلمة

يعد تحسين أنظمة تقويم الطلاب استراتيجية رئيسية تسعى البلدان النامية إلى اعتمادها لتعزيز نتائج تعلم الطلاب. تستثمر وزارات التعليم مبالغ كبيرة في التقويم الوطني لتعلم الطلاب في مختلف المراحل الدراسية وفي الدورات الدراسية. أظهرت جمهورية كوريا أن الاستثمار في تطوير نظام قوي لتقويم تعلم الطلاب يمكن أن يؤدي إلى تحسينات في جودة التعليم، ليس فقط للطلاب، ولكن أيضًا في أداء نظام التعليم بشكل عام. يمكن استخلاص الدروس التالية من تجربة جمهورية كوريا:

  • الاستثمار في القدرات المؤسسية لتقويم الطلاب. ساعد إنشاء مؤسسة رفيعة المستوى مثل المعهد الكوري للمناهج والتقويم في توفير الدعم الفني طويل الأجل والمشاركة لتحسين تقويم الطلاب، حيث تم تطوير نظام وممارسات التقويم الوطني بالكامل على المستوى الوطني، مما يؤكد الدرجة العالية من القدرة والملكية الوطنية. ينقسم إطار تقويم الطلاب في جمهورية كوريا إلى تقويمات يتم إجراؤها على مستوى المدرسة (المعلمون)؛ وعلى الصعيد الإقليمي (مكاتب التعليم الحضرية والإقليمية)؛ وعلى المستوى الوطني؛ وعلى الصعيد الدولي. كما تمكنت الدولة من تطوير عناصر اختبار ممتازة لمختلف المستويات لمراقبة جودة المناهج الوطنية.
  • التتبع المنهجي والعلمي للتحصيل التعليمي. إن نهج جمهورية كوريا لفهم التحصيل التعليمي لطلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية وتتبع إنجازاتهم بشكل منهجي وعلمي قد وفر الأساس للإجراءات لمعالجة أوجه القصور في الجودة. يربط تقويم للتحصيل الدراسي للطلاب بسياقات محددة. على سبيل المثال، يتضمن استبيان المسح لجمع المتغيرات التعليمية معلومات عن السياق المرتبط بالمدرسة والمعلم وخلفية الطلاب، والتي تشرح نتائج تحصيل الطلاب بشكل أفضل وتسمح بإجراءات السياسة المناسبة بناءً عليها. كما بذلت الدولة جهودًا مكثفة لضمان الجودة العالية لعناصر الاختبار والاستثمار المستمر في تحسين صدق اختبار تعلم الطلاب.
  • تتبع تقويم الطلاب هو عمل الهيئات الوطنية واللامركزية. استفادت منهجية وأدوات التقويم، على الرغم من تطويرها على المستوى الوطني، من اللامركزية العالية في الاستخدام والتطبيق. وأسهم الدور المكثف الذي لعبته الوكالات اللامركزية، ولا سيما الهيئات والمدارس المحلية في استخدام بيانات التقويم لتحسين التعلم، بشكل كبير في ضمان أن التقويم كان وسيلة مهمة للغاية في تحسين جودة تعلم الطلاب. كان تنفيذ الخطة الصفرية للطلاب دون المستوى الأساسي جديرًا بالملاحظة بشكل خاص.
  • إرساء مبدأ المساءلة عن نتائج تعلم الطلاب. بذلت جمهورية كوريا جهودًا مكثفة لزيادة مساءلة نظام التعليم تجاه نتائج تعلم الطلاب. تم وضع أحكام قانونية للإفصاح عن نتائج التقويم، بدءًا من عام 2010. وقد ساعد ذلك في خلق مناخ من الشفافية والمساءلة لضمان النتائج في تعلم الطلاب.
  • الاهتمام بعوامل المدرسة لتحسين تعلم الطلاب. تم تطوير “مؤشر تقدم المدرسة” School Progress Index كمقياس موضوعي لجهود المدارس لتحسين إنجازات تعلم الطلاب، ولتعزيز الأداء الأكاديمي لكل مدرسة على حدة. باستخدام البيانات الطولية على مستوى الطالب، يتبنى المؤشر نموذج قيمة مضافة value-added model يدير ويحسن جودة الموظفين الذين يقدمون الدعم التربوي والترتيبات لضمان برنامج إرشادي للطلاب ذوي التحصيل الضعيف.

ساعدت مثل هذه التدابير الخاصة بالمدرسة التي تستخدم بيانات تقويم الطلاب لتحسين الجودة في توفير الدعم الفردي للطلاب. بالنسبة للمعلمين، كانت نتائج التقويم بمثابة بيانات أساسية للمساعدة في تعليمهم فيما يتعلق بالكفاءة الأكاديمية وتقديم المشورة بشأن خطط الالتحاق بالمدارس المستقبلية. كما أتاحت النتائج أيضًا فهمًا أفضل لمستويات تحصيل الطلاب حسب المدرسة والمنطقة، وبالتالي كانت بمثابة دليل لتعزيز مساءلة المؤسسات التعليمية.

إنشاء حوافز للتعزيز الأكاديمي. اتخذت جمهورية كوريا إجراءات لضمان دعم تقويم الطلاب بحوافز لتعزيز الإنجاز الأكاديمي لمعالجة أوجه النقص والتحصيل الضعيف (تشبه فكرة مسار التحفيز لدينا). نفذت الدولة برامج خاصة وقدمت الدعم المالي للمحافظات والمدارس لتحسين تعلم الطلاب. وقد أسهمت نتائج التقويم الوطني في برامج التكميل الأكاديمي لتطوير القدرة الأكاديمية الأساسية. هذا الاستخدام الفعال لبيانات تقويم الطلاب في معالجة أوجه القصور في التعلم، ساعد الدولة على تحقيق مكاسب في جميع مجالات تعلم الطلاب.

https://www.adb.org/sites/default/files/publication/547011/national-student-assessment-systems-republic-korea.pdf

 

عن admin

شاهد أيضاً

التعليم في كندا

ترجمة د. أسامة محمد إبراهيم السياق العام في عام 2000، السنة الأولى من برنامج التقييم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page