– د. أسامة محمد إبراهيم
أستاذ علم النفس التربوي – جامعة سوهاج
“لا تتبع القطيع” نصيحة كثيرا ما يقدمها المربون لأبنائهم، لكن متى تكون الحشود أكثر حكمة وذكاء؟
متى تفكر الحشود بطريقة أكثر ذكاءً من القلة، وكيف تشكل الحكمة الجماعية الأعمال التجارية ، والاقتصادات ،و المجتمعات والأمم؟ هذه الأسئلة هي موضوع كتاب ، للمؤلف جيمس سورويكي.
يناقش المؤلف آلية التجميع الحكيم للمعلومات، التي يمكن أن تؤدي إلى الوصول إلى قرارات أفضل من تلك التي يمكن أن يصل إليها أي عضو من أعضاء المجموعة منفردا، وعندما لا تستطيع النماذج الإحصائية التقليدية المساعدة. وهو أسلوب جديد نسبيًا للتنبؤ يحظى باهتمام جاد، خاصة في الموضوعات المعقدة وغير اليقينية، حيث من غير المرجح أن يكون لدى أي شخص معلومات كافية لبناء صورة كاملة عن الموضوع. يقدم المؤلف العديد من دراسات الحالة لتوضيح فكرته، ويتطرق إلى العديد من المجالات، وبشكل خاص في مجالي الاقتصاد وعلم النفس.
يذكر المؤلف أن هناك أربعة معايير رئيسية تفصل الحشود الحكيمة عن تلك غير العقلانية أو غير الحكيمة، وهي :
– تنوع الرأي: يجب أن يكون لدى شخص في المجموعة معلومات خاصة حتى لو كانت مجرد تفسير غريب للحقائق المعروفة.
– الاستقلالية: لا يتم تحديد آراء الناس وفقا لآراء من حولهم.
– اللامركزية: الناس قادرون على التخصص والاستفادة من المعرفة المحلية.
– التجميع: توجد بعض الآليات لتحويل الأحكام الخاصة إلى قرار جماعي.
باختصار، يرى سروويكي أنه: في بعض الحالات، تكون المجموعات ذكية بشكل ملحوظ وأذكى من أذكى الأفراد فيها؛ شريطة توافر التنوع والاستقلال واللامركزية؛ وأن أفضل القرارات هي نتاج الاختلاف في الرأي والتنافس؛ وأن كثرة التواصل قد يؤدي إلى جعل المجموعة ككل أقل ذكاءً؛ هذا بالإضافة إلى ضرورة تجميع المعلومات؛ وتسليم المعلومات الصحيحة إلى الأشخاص المناسبين في المكان المناسب وفي الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة … وعند حدوث ذلك لا تكون هناك حاجة للاستعانة بالخبراء!