الرئيسية / تقويم التعليم / جودة التعليم المدرسي في أوروبا: 16 مؤشرات للجودة

جودة التعليم المدرسي في أوروبا: 16 مؤشرات للجودة

استخدام المؤشرات والمعايير في مجال رسم السياسات

د. أسامة محمد إبراهيم

أستاذ علم النفس التربوي – جامعة سوهاج

يعتبر جودة التعليم والتدريب في جميع دول الاتحاد الأوربي الأعضاء شاغلاً لأولويات السياسية العليا. وتُعد المستويات العالية من المعرفة والكفاءات والمهارات هي الشروط الأساسية للمواطنة النشطة والعمالة والتماسك الاجتماعي. ويعد التعلم مدى الحياة وسيلة مهمة لتشكيل مستقبل الفرد على المستوى المهني والشخصي، كما يعد التعليم عالي الجودة أمرا ضروريًا في ضوء سياسات سوق العمل، وحرية تنقل العمال داخل الاتحاد الأوروبي.

جاء في المادة 149 من معاهدة الاتحاد الأوروبي أن “الاتحاد سيساهم في تطوير التعليم الجيد بتشجيع التعاون بين الدول الأعضاء، وإذا لزم الأمر، من خلال دعم واستكمال إجراءاتها مع الاحترام التام لمسؤولية الدول الأعضاء عن محتوى التدريس وتنظيم النظم التعليمية وتنوعها الثقافي واللغوي. ناقش مجلس التعليم هذا الموضوع في مناسبات عديدة، واعتمد عدد من الاستنتاجات والقرارات، ودعا الدول الأعضاء واللجنة إلى الشروع في التعاون في هذا المجال.

وفي قرار المجلس الصادر في 26 نوفمبر 1999، حدد وزراء التعليم جودة التعليم كإحدى القضايا ذات الأولوية للنظر فيها في إطار نموذج التعاون في “جدول الأعمال المتداول”.

في إطار برنامج العمل المجتمعي، أصبحت جودة التعليم الهدف الرئيسي للإجراءات البرنامجية. وهكذا أصبحت جودة التعليم من القضايا ذات الأولوية للتحليل، وأُطلق عدد من الدراسات والمشاريع البحثية بهدف تعزيز التعاون على المستوى الأوروبي. وقد مهدت هذه المبادرات الطريق لمشروع تجريبي لتقييم الجودة في التعليم المدرسي تم تنفيذه في 101 مدرسة ثانوية في جميع أنحاء أوروبا في 1997/98. واستنادا إلى نتائج المخطط التجريبي، اعتمدت اللجنة في يناير 2000 اقتراحا لتوصية من البرلمان الأوروبي والمجلس بشأن “التعاون الأوروبي في تقييم الجودة في التعليم المدرسي”.

ودعا وزراء التعليم في 26 دولة مشاركة إلى إنشاء لجنة عمل من الخبراء الوطنيين يعينهم الوزراء بهدف الموافقة على “عدد محدد من المؤشرات أو المعايير القياسية للمعايير المدرسية للمساعدة في التقييم الوطني للأنظمة”. وأنشئ فريق عمل مؤلف من خبراء من 26 بلدا أوروبيا في فبراير 1999.

وقد أعدت اللجنة تقريرين مرحليين. وقدم التقرير الأول، الذي يتضمن المعايير الأساسية لاختيار المؤشرات، إلى وزراء التعليم الأوروبيين، في بودابست، في يونيه 1999. وقدم التقرير الثاني، الذي يحدد مخطط أولي للمؤشرات التي سينظر فيها التقرير إلى مجلس التعليم في الاجتماع في 26 نوفمبر 1999.

حدد التقرير الأوروبي حول جودة التعليم المدرسي 16 مؤشراً. تغطي هذه المؤشرات أربعة مجالات واسعة:

  1. مستويات التحصيل attainment levels؛
  2. النجاح التعليمي والانتقال educational success and transition؛
  3. مراقبة التعليم المدرسي monitoring of school education؛
  4. الموارد والهياكل التعليمية educational resources and structures.

المؤشرات الستة عشر

توفر المؤشرات الستة عشر لجودة التعليم المدرسي التي اختارتها لجنة العمل للخبراء الوطنيين مجموعة متكاملة من المعلومات التي ترسم صورة متكاملة عن جودة التعليم في المدارس الأوروبية.

المجال

المؤشر

التحصيل الدراسي/الإنجاز

1.     الرياضيات

 

2.     القراءة

 

3.     العلوم

 

4.     تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT

 

5.     اللغات الأجنبية

 

6.     تعلم كيفية التعلم

 

7.     التربية المدنية

النجاح والانتقال

8.     التسرب

 

9.     الانتهاء من التعليم الثانوي

 

10. الالتحاق بالتعليم العالي

رصد/مراقبة التعليم المدرسي

11. تقويم وتوجيه التعليم المدرسي

 

12. مشاركة الوالدين

الموارد والبنى

13. تعليم المعلمين وتدريبهم

 

14. المشاركة في التعليم قبل الابتدائي

 

15. – عدد الطلاب / لكل حاسوب

 

16. النفقات التعليمية / لكل طالب

 

  • التحصيل الدراسي

في هذا المجال سبعة مؤشرات التحصيل والتي تعتبر حاسمة بالنسبة لجميع الدول الأوروبية في الحاضر والمستقبل. في بعض المجالات – “الرياضيات”، “القراءة” و”العلوم” – توجد بالفعل بيانات. ويعكس هذا إلى حد ما السهولة النسبية للقياس في هذه المناهج الدراسية. في الطرف الآخر من الطيف “تعلم كيفية التعلم” هو مؤشر يغطي مجموعة من المهارات التي يمكن قياسها بسهولة أقل بكثير ولكنها مهمة للغاية لمستقبل اجتماعي واقتصادي لا يمكن التنبؤ به حيث لا تتوفر بيانات قابلة للمقارنة في الوقت الحاضر. في ما بين هذه المؤشرات، هناك مؤشرات مثل “التربية المدنية”، والتي لا تتوفر عنها سوى القليل من البيانات، و”اللغات الأجنبية”، والتي لم يتم تطويرها بعد. كما يتم تضمين “تكنولوجيا المعلومات والاتصالات” (ICT) في مجموعة التحصيل هذه، على الرغم من وجود القليل من البيانات الجيدة الموجودة حاليًا، إلا أنه سيكون مؤشراً رئيسياً في السنوات القادمة. تظل جميع مجالات التحصيل هذه أهدافًا مهمة للمستقبل.

  • النجاح والانتقال.

في هذا المجال هناك ثلاثة مؤشرات ذات أهمية سياسية كبيرة. وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا: “معدل التسرب من المدرسة”، “الانتهاء من التعليم الثانوي”، و”الالتحاق بالتعليم العالي”.

  • رصد/ مراقبة التعليم المدرسي.

يوجد حاليا مؤشرين في هذا المجال وهي: “تقويم وتوجيه التعليم المدرسي” و “مشاركة الوالدين”. كلاهما يهتم بمشاركة أصحاب المصلحة حيث يكون رؤساء المدارس والمعلمين والطلاب وأولياء الأمور من أصحاب المصلحة الرئيسيين والمستهلكين للمعلومات واللاعبين النشطين في تحسين المدارس.

  • الموارد والبنى.

تشمل هذه الفئة أربعة مؤشرات، كل منها معنية بالجوانب الأساسية للبنية التحتية التي تدعم الأداء المدرسي ونجاح التلاميذ. هذه هي “النفقات التعليمية / لكل طالب”، “تعليم وتدريب المعلمين”، “معدلات المشاركة في التعليم ما قبل الابتدائي” و”عدد الطلاب / لكل كمبيوتر”.

استخدام المؤشرات والمعايير في مجال رسم السياسات

 الهدف من المعايير القياسية إمداد صانعي القرار بنقاط مرجعية. تستخدم المعايير لتحديد القضايا التي تحتاج إلى مزيد من البحث، واقتراح طرق بديلة لأهداف السياسة.

على سبيل المثال، قد ننظر إلى البيانات الموجودة حول استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المدارس.

ما سبب اختيار “التحصيل” / ICT كمؤشر لجودة التعليم؟

يتم اختيار هذا الموضوع لأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هي من أهم السياسات ذات الصلة. ولديها بالفعل آثار بعيدة المدى على حياة الناس وتعلم الأطفال، مع، على سبيل المثال، 40% من جميع أسهم السوق البريطانية تقع في مجال I CT.

لماذا تم اختيار البيانات المرتبطة بـ “استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المدارس”؟

المؤشر المختار هو ببساطة واحد من بين العديد من المؤشرات. ويقارن نهج البلدان في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كموضوع المناهج و / أو كأداة عامة. في حين أن البيانات محدودة في مقدار ما تكشفه، فإنها توفر مقدمة لمناقشة السياسة عن طريق طرح عدد من الأسئلة حول المكان المستقبلي والغرض والممارسة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المدارس الأوروبية. فمثلا:

  • أيهما أفضل – تعليم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كموضوع في حد ذاته أو استخدامه كأداة في جميع المواد؟
  • ماذا يعني هذا لتعليم المعلمين – المهارات المتخصصة أو المهارات العامة؟
  • ما هي متطلبات سوق العمل بالنسبة للأخصائيين رفيعي المستوى (مثل المبرمجين) أو الشباب ممن لديهم معرفة واسعة بالكمبيوتر؟

 

عن admin

شاهد أيضاً

الملامح الرئيسية لتعليم الطفولة المبكرة في المملكة العربية السعودية

ترجمة وتقديم د. أسامة محمد إبراهيم  المملكة العربية السعودية في خضم إعادة تشكيل عميقة للمنظمة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page