الرئيسية / مصادر تعلم / كلية التصميم في جامعة ستانفورد: ” هل يمكن تعليم التخيل؟”

كلية التصميم في جامعة ستانفورد: ” هل يمكن تعليم التخيل؟”

د. أسامة محمد إبراهيم

تم إنشاء معهد هاسو بلاتنر للتصميم Hasso Plattner Institute of Design المعروف باسم كلية D عام 2000 باعتباره مركزاً للتعليم، ورسالته هي إذكاء عملية التحول الشخصي. هذه الكلية لا تقدم درجات علمية، وهدفها هو تزويد الطلاب بتصور عقلي جديد وتوجه قائم على حل المشكلات يُعزز ويقوي المعارف والمهارات التي يحتاجونها في برامجهم بالجامعة التي تمنح درجات علمية؛ فالمعلمون في هذه الكلية يأتون من خلفيات متعددة المجالات، والمطلوب منهم أن يغمروا الطلاب في نظام متكامل من التفكير الابتكاري بهدف محدد هو حل المشكلات العملية. لذا تبنى المقررات في هذه الكلية على المدخلات من أي جانب من جوانب جامعة ستانفورد ويشمل هذا موضوعات مثل “تعزيز الديمقراطية، أو مساعدة الأشخاص ذوي الحالات الطبية الخطيرة، أو ” تيسير السبل للبدايات الكبرى القادمة.

 إن هذا التوجه والمدخل التدريسي لكلية التصميم (D) يُجمّع الطلاب عبر المساقات الدراسية المختلفة كي يتعاونوا معاً كفرق لعمل المشروعات، والهدف هو أولاً إعادة اختراع أنفسهم، ثم بعد ذلك إعادة اختراع العالم، وبدلاً من أن يحاول الطلاب حل مشكلات محددة مُسبقاً، يُشّجع الطلاب على أن يحددوا بشكلٍ إبداعي ما الذي يحتاج الإصلاح وكيف يمكن أن نعمل لإصلاحه، وفي هذا السياق يقدم المعلمون لهم المساعدة عن طريق الملاحظة المباشرة والمقابلات الشخصية، وبعد تحديد مشكلة جديرة بالدراسة يبدأ الطلاب في تخيل  الاحتمالات المختلفة من خلال وضع تصور عقلي، ثم بعد ذلك يختارون حلاً يُعتبر هو في رأيهم الأفضل ويقومون باختباره، وهذه الدائرة الكاملة يمكن أن يُعاد تصميمها عدة مرات خاصةً مع المنتجات أو الخدمات أو النشاطات الحقيقية أو الافتراضية باعتبار أن كل هذه الأشياء من مخرجات التعلم. وطبقاً لمؤسس كلية التصميم ديفيد كيلي فإن هذا كله يقع على مقياس متدرج للتفكير التصميمي، ويقول: “طالما اعتقدت أن كل شخص مبدع بطريقته وكنت دائماً أشعر أن معظم الناس لديهم ما يعوقهم داخلياً، وكأنهم غير مسموح لهم بأن يكونوا مبدعين، ولذلك زادت الفكرة عندي وضوحاً أكثر وأكثر أن هناك شيئًا مكبوتًا بداخل هؤلاء الأفراد بحاجة لأن يتحرر”.

 وقد تلقى أسلوب مدرسة التصميم D اهتماماً كبيراً عبر جامعة ستانفورد وخارج جامعة ستانفورد، وينافس طلاب الدراسات العليا بجامعة ستانفورد من خلفيات مختلفة منافسةً عالية للحصول على مقررات في كلية التصميم، وواضح أن تعميم هذا النموذج التدريسي عبر كل الجامعة أمر كذلك لا ينقصه الاهتمام ولا الحماسة، فهناك أطراف أخرى تقصد كلية التصميم أسبوعياً للبحث عن إمكانيات لتصميم برامج تعليمية مشابهة، وقد ساعد أعضاء التدريس هناك في إعادة بناء مناهج جديدة وانشاء صفوف عملية توفر ورش عمل في أكثر من ثلاثين دولة.

عن admin

شاهد أيضاً

قواعد كتابة مدونات ناجحة

د. أسامة إبراهيم تعد كتابة مدونات جذابة أحد أكثر تقنيات تسويق الأفكار قيمة. في الواقع، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page