د. أسامة محمد إبراهيم
أستاذ علم النفس التربوي – جامعة سوهاج
هناك الكثير من أخطاء التفكير أو المغالطات التي نقع فيها لا شعوريا في كثير من الأحيان، أذكر لكم منها عشرة:
1- حجة السلطة: أن تقبل فكرة لأنه قال بها فلان. تذكر يجب أن تسأل دائما عن الدليل، يجب أن نبحث الفكرة لا أن نسلم بالشخص.
2- الطعن في الشخص: هذه عكس السابق، أن نترك الفكرة والدليل ونطعن في الشخص. تذكر ليس مهما من القائل. بل ناقش الفكرة.
3- الاستدلال برأي العامة: الاعتقاد بأن فكرة أو رأي ما صحيح لأن غالبية الناس يقولون به. قبول العامة لفكرة او انتشارها لا يعني أنها صحيحة. تذكر قوله تعالى: (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)
4- التسرع في التعميم: الوصول إلى تعميم من خلال فحص بيانات محدودة. يجب أن تتدرب على كيفية التعامل مع الاحصاءات، وألا تعمم من معلومات قليلة.
5- الانتقائية/ التنقيج في البيانات: اختيار بيانات/أو مقولات/ أو معلومات محدودة والتركيز عليها للوصول إلى نتيجة أو استناج معين هو نوع من المغالطة وهي جريمة عندما تستغل في نشر بيانات مغلوطة للعامة وتشويه الواقع.
6- التأثر بالبيانات المتوفرة: الاكتفاء بالبيانات المتوفرة هذا لا يعني أنها كافية أو أنها تفي بالغرض. يظن البعض إذا كان لديك خريطة سيئة فإن هذا أفضل من ألا تكون لديك خريطة، وهذا خطأ فالخريطة السيئة ستأخذك إلى مكان خطأ، تذكر عليك بالبحث عن مزيد من البينات.
7 – التأثر بالحالات الفردية: نحن نحب القصص ونتأثر بها ونتفاعل معها، والبعض منا يأخذها على أنها حقائق أو حكم يجب عليه أن يتبعها على الرغم من أنها حالات فردية. هذا النوع من المغالطة يسمى الشخصنة أو التفكير الفردي.
8- مبالغتنا لا شعوريا فيما نعرف أو نعتقد: كثيرا ما نبالغ في حقيقة إدراكنا لما نعرف على الرغم من محدودية معلوماتنا، لكن مع ذلك يتملكنا اليقين اننا نعرف. تذكر، العلماء الكبار دائما يتملكهم الشك وعدم اليقين، رغم موسوعية معرفتهم.
9- التزامن والسببية: حدوث أمرين معا لا يعني أن أحدهما سببا للآخر، فقط يعني أن هناك سببا ثالثا وراء هذا التزامن. الارتباط لا يعني السببية.
10- التصنيف: يعد التصنيف طريقة مفيدة لتنظيم التفكير تسهل علينا اتخاذ القرارات في مواقف كثيرة. فنحن نصنف الناس والأشياء والخبرات في فئات وتراكيب معرفية مختلفة. والفئات، التي تسمى أحيانا مفاهيم تتطور مع اكتسابنا للمعرفة. وهي تمثل طريقة من طرق تنظيم تلك المعرفة إذ أننا نضع الأشياء المتشابهة في فئة واحدة. ويؤدي هذا التصنيف في غالب الأحيان إلى تحسين كفاءة تفكيرنا بشكل جذري. ولكننا يجب الحذر من أننا إذا اعتمدنا على الفئات في التفكير، فإننا قد نقع في الخطأ عندما نفترض أن كل عنصر من عناصر الفئة يماثل العناصر الأخرى . ويبدو ذلك جليًا عندما نصنف الناس في مجموعات ونفترض أن كل شخص في هذه المجموعات يشبه الأشخاص الآخرين فيها كأن نفترض مثلا أن كل أفراد الشرطة أو القضاة أو أعضاء هيئة التدريس وغيرهم … كلهم متشابهون ….. كما يمكن أن نخطئ عندما نعتمد كثيرًا على الفئات التي بنيناها في خبراتنا السابقة دون أن نلاحظ أصالة الخبرات الجديدة وأهميتها. ومن ثم يجب الانتباه إلى المشكلات التي يمكن أن يسببها التفكير الفئوي للتفكير الإبداعي، نتيجة الافتراضات السابقة التي يشكلها العقل.