الخبرة هي الإتقان عالي المستوى للمعرفة الإجرائية لمجال ما. ويقدر عدد وحدات هذه المعرفة الأساسية بنحو مائة ألف وحدة أو أكثر من المعلومات والمهارات المعرفية الإبداعية والمتقاربة، ويقدر الخبراء أيضاً أن دراسة المعرفة الأساسية الضرورية للإنجازات الكبيرة يستغرق نحو عشر سنوات من العمل الجاد. وحال اكتساب هذه المعرفة، يستطيع الخبير حل المشكلات ووضع تصاميم جديدة بطلاقة، وسهولة، وثقة. ويفترض الباحثون أن الخبرة لا تعتمد كثيرًا على القدرة العقلية بقدر اعتمادها بصورة رئيسة على التعلم والممارسة المدروسة والمتروية. ولهذا فإن نصيحة الخبراء للمبتدئين هي: الدراسة، ثم الدراسة، ثم الدراسة، والتعلم، ثم التعلم، ثم التعلم … عادةً ما ينظر لنقل المعرفة على أنها مجرد تكرار للتعلم المعتمد على الذاكرة… أمّا الاحتفاظ الطلق والعملي بالمعرفة المنظمة عقليًا بصورة جيدة والقابلة للاسترجاع بسهولة، فيعدّ سمة أساسية للخبير، ومكوّنًاً أساسياً للأداء الرفيع. ويبدو أنه من المحتمل جدًّا أن القاعدة المعرفية جيدة التنظيم ضرورية في جميع عمليات المعالجة المعرفية عالية المستوى. ولهذا، فمن المفترض أن قاعدة معلومات الخبير ليست كبيرة فحسب، ولكنها أيضًا تتميز بالتنظيم الجيد ضمن فئات وعلاقات مترابطة بطريقة تسهّل استرجاعها لتستخدم في عمليات معرفية إبداعية عالية المستوى.
– د. أسامة إبراهيم