الرئيسية / مقالات / الجامعات الأمريكية تسعى إلى تحقيق العدالة بطريقة خاطئة

الجامعات الأمريكية تسعى إلى تحقيق العدالة بطريقة خاطئة

استبعاد إجراءات القبول القديمة – وليس الاختبارات الموحدة

Mar 9th 2023

ترغب أفضل الجامعات الأمريكية في التمييز الصارم على أساس الجدارة الأكاديمية، وأن تكون منارة للتنوع في الوقت ذاته. قد تؤدي محاولة تحقيق كلا الأمرين في وقت واحد إلى حدوث أخطاء. في الآونة الأخيرة، ارتكبت جامعة كولومبيا، وهي عضو في Ivy League في نيويورك، الكثير من هذه الأخطاء، حيث اعترفت الجامعة في العام الماضي بتقديم بيانات غير صحيحة إلى هيئة تصنيف جامعية في محاولة لتبدو أكثر استثنائية مما هي عليه بالفعل. ففي الأول من (مارس)، في محاولة لتبدو أكثر شمولاً مما هي عليه، قالت كولومبيا إنها سوف تستبعد شرط تقديم المتقدمين للالتحاق نتائج الامتحانات الموحدة.

يزعم نشطاء الحملات أن الامتحانات تتحيز لصالح الطبقات ذات الامتيازات. لكن الدليل على ذلك ضعيف؛ فمسائل الرياضيات تتضمن مكونات محايدة مثل: الأعداد والجبر؛ كما أن اختبارات فهم القراءة نادرًا ما تدور حول أشياء مثل الفضيات أو اليخوت. ومع ذلك، يقال أن التحيز كامن في الاختبار، وأنه نظرًا لأن الدرجات مرتبطة بالعرق ودخل الوالدين، فإن الامتحانات بالتالي يجب أن تكون ملوثة بالعنصرية والطبقية.

هذا الادعاء يخلط بين التفاوت (disparity) والتمييز (discrimination). فالاختبارات تقيس بشكل صحيح عدم المساواة في التعليم(educational inequality) ، والتي تبدأ من مرحلة ما قبل الروضة وتتنامى نتيجة للسياسات السيئة. فكما أن تحطيم ميزان الحرارة لا يمنع تغير المناخ، فإن التوقف عن قياس عدم المساواة في التعليم لن يزيله.

في الواقع، إن تخلي أصحاب الجدارة عن الامتحانات يعد هزيمة ذاتية. فقد تكون النتائج مرتبطة بالامتيازات الطبقية، لكنها ربما تكون هي أقوى مكون في طلبات القبول للتغلب على ميزة المال. فقد يحصل أبناء الأغنياء على مساعدات كبيرة في إكمال مقرراتهم الدراسية (والتي قد تتلقى درجات عالية)، وتوظيف كتّاب محترفين لـ “تحرير” مقالاتهم وحتى إنفاق مبالغ كبيرة على المستشارين الذين سيساعدون في صياغة مجموعة متنوعة وجذابة من الأنشطة اللاصفية. ومع ذلك، تظهر الأبحاث أن الدروس الخاصة المكثفة لها تأثير محدود على درجات الاختبار الموحدة. لهذا السبب، في فضيحة فارسيتي بلوز لعام 2019، دفع الآباء الأثرياء أموالًا لكي يحضر أشخاص آخرين في امتحانات بدلا من أبنائهم.

والأسوأ من ذلك، تعمل الجامعات، التي يُفترض أنها تقدمية مثل جامعة كولومبيا، على تنفيذ خطط عمل للتمييز الإيجابي للأغبياء الأثرياء في شكل قبول “إرث” يمنح مزايا لأقارب الخريجين. وقد وجدت إحدى الدراسات أن الطلاب الجامعيين في كولومبيا هم أكثر احتمالا بنسبة 100 مرة للانتماء إلى أعلى 0.1٪ من العائلات حسب الدخل، مقارنة بأفقر 20٪. إن أفضل طريقة لتعزيز الإنصاف هي القضاء على مثل هذا المسار الارتدادي للقبول.

في العشرينات من القرن الماضي، انتقلت جامعة هارفارد إلى نظام قبول “شامل” (holistic) لأن رئيسها اعتقد أن لديها عددًا كبيرًا جدًا من الطلاب اليهود (الذين تفوقوا في الامتحان الموحد في عام 1905). وبعد قرن من الزمان، تم رفع دعوى قضائية ضد جامعة هارفارد بشأن نظام القبول الشامل الذي حد من عدد الطلاب الأمريكيين الآسيويين، الذين يؤدون أداءً جيدًا في الاختبارات. وبناءً على هذه القضية، من المتوقع أن تحكم المحكمة العليا بأن التحيز الإيجابي القائم على العرق هو عمل غير دستوري. وقد يستنتج مراقب ساخر أن الجامعات تقوم باستبعاد المقاييس الكمية، وهي الدليل الرئيسي للدعوى القضائية، من أجل أن تجعل التمييز أكثر صعوبة في الكشف!

إن إصلاح عدم المساواة في التعليم يتطلب بيانات أكثر، وليس بيانات أقل. توضح سوزان دينارسكي، الخبيرة الاقتصادية بجامعة هارفارد، أن الاختبار المجاني الشامل يساعد في اكتشاف المواهب الشابة الواعدة من الخلفيات الأقل حظًا. وقد يكون من المفيد هنا التذكر بالمساعدات المالية. لعقود من الزمان، سعت جامعات النخبة إلى تنويع سطحي للتغطية على التنوع الاجتماعي والاقتصادي الهائل، وهو فشل يتفاقم بسبب الإرث القديم لطرق القبول. وإذا أدانت المحكمة العليا هذه الحيلة التي اتبعتها الجامعة، فلا ينبغي للجامعات تكريس طاقاتها للحفاظ على الوضع الراهن غير المرغوب فيه، ولكن عليها صياغة طرق قبول أفضل: طرق تستند إلى جدارة حقيقية مجردة من أي وسيط وراثي لا مبرر له.

المصدر : 

https://www.economist.com/leaders/2023/03/09/american-universities-are-pursuing-fairness-the-wrong-way

عن admin

شاهد أيضاً

توجيهات لكتابة عناصر (فقرات) المقياس

كثير من الباحثين المبتدئين يحتاجون إلى تدريب على كيفية كتابة العناصر. بشكل عام، بعيدا عن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page