عندما كان شكسبير فى إنجلترا كان يكتب مسرحياته شعراً، لم تكن أمريكا قد ولدت بعد، مع أن شكسبير يعدونه فى تاريخ الأدب شاعراً من العصر “الحديث”… و عندما كان الشاعر الرومانى “أوفيند” يكتب شعره، لم تكن الدنيا قد عرفت بعد شيئاً إسمه “إنجلترا” … و عندما كان الشاعر اليونانى هوميروس ينظم ملحمته الإلياذة، كانت الأمة الرومانية كلها مازالت فى جوف العدم… و أما حين كان هوميروس ذاك ينظم ملحمته تلك، فقد كانت مصر قد أمضت من تاريخها أربعين قرناً تُنشىء أدباً و شعراً و ديانة.
د\ زكي نجيب محمود
من كتاب “قصة عقل” – فصل بعنوان “مصري يكتب عن مصر”