الرئيسية / تقارير / القضاء على فقر التعلم: كم سيستغرق؟

القضاء على فقر التعلم: كم سيستغرق؟

مقدمة

يجب أن يكون جميع الأطفال قادرين على القراءة في سن العاشرة؛ فالقراءة هي بوابة للتعلم وتقدم الطفل في المدرسة، وعدم قدرة الطفل على القراءة يغلق أمامه تلك البوابة. إضافة إلى ذلك، عندما لا يتمكن الأطفال من القراءة، فإن ذلك يكون عادةً بمثابة مؤشر واضح على أن الأنظمة المدرسية ليست منظمة بشكل كافٍ لمساعدة الأطفال على التعلم في مجالات أخرى مثل العلوم، والرياضيات، والعلوم الإنسانية أيضًا. وعلى الرغم من أنه من الممكن تدارك ذلك لاحقًا من خلال بذل مزيد من الجهد، إلا أن الأطفال الذين لا يقرؤون في سن العاشرة – أو على الأقل بنهاية المدرسة الابتدائية – غالبًا ما يفشلون في إتقان القراءة لاحقًا في حياتهم المدرسية.

في السنوات الأخيرة، أصبح من الواضح أن العديد من الأطفال حول العالم لا يتعلمون القراءة بكفاءة. على الرغم من أن غالبية الأطفال يلتحقون بالمدرسة، إلا أن نسبة كبيرة منهم لا يكتسبون المهارات الأساسية. هذا بالإضافة إلى أن هناك حوالي 260 مليون طفل لا يلتحقون بالمدرسة. وهذا يمثل أكبر تحديات أزمة التعلم التي تهدد جهود الدول لبناء رأس المال البشري وتحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ فبدون التعلم الأساسي، سوف يفشل الطلاب في الازدهار لاحقًا في المدرسة أو عند انضمامهم إلى القوى العاملة، ولن يتعلموا المهارات التي يحتاجونها لتعزيز وظائفهم واقتصاداتهم بعد تركهم المدرسة، أو المهارات التي ستساعدهم على أن يصبحوا مواطنين مشاركين وتنشئة أسر صحية ومزدهرة.

وكعنصر رئيس في عجز رأس المال البشري، فإن أزمة التعلم تقوض النمو المستدام وجهود الحد من الفقر. ويعمل مشروع رأس المال البشري على زيادة الوعي بكلفة عدم اتخاذ أي إجراء، إذ يبلغ متوسط درجة مؤشر رأس المال البشري (HCI) عبر البلدان (0.56)؛ وهذا يعني أنه ببلوغ الطفل المولود اليوم سن 18، سيكون هذا الطفل منتجًا بنسبة 56% فقط تحت معيار التعليم الكامل والصحة الكاملة. إن أوجه القصور في جودة التعليم وكميته، والتي تلخص مفهوم أزمة تعلم، هي عنصر رئيس في هذا العجز في رأس المال البشري. إن ضعف نتائج التعليم لها تكلفة كبيرة على الازدهار في المستقبل، بالنظر إلى أن رأس المال البشري يمثل أهم عنصر للثروة على مستوى العالم. في الواقع، تزداد أهمية التعليم كلما زاد ازدهار الدول؛ ففي البلدان ذات الدخل المرتفع في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، يشكل رأس المال البشري أكثر من 60٪ من الثروة.

ولتسليط الضوء على هذه الأزمة، نقدم مفهوم فقر التعلم، بالاعتماد على البيانات الجديدة التي تم تطويرها بالتنسيق مع معهد اليونسكو للإحصاء. يعني فقر التعلم عدم القدرة على قراءة نص بسيط وفهمه بحلول سن العاشرة. يجمع هذا المؤشر معًا مؤشرات التمدرس والتعلم: إذ يبدأ بنسبة الأطفال الذين لم يحققوا الحد الأدنى من إتقان القراءة (كما يقاس في المدارس) ويتم تعديله من خلال نسبة الأطفال غير الملتحقين بالمدرسة (ويفترض أنهم غير قادرين على القراءة بكفاءة).

وتُظهر البيانات الجديدة أن 53٪ من جميع الأطفال في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل يعانون من فقر التعلم. ويعد التقدم في الحد من فقر التعلم بطيئًا للغاية بدرجة لا تلبي تطلعات أهداف التنمية المستدامة؛ فوفقًا لمعدل التحسن الحالي، سيظل حوالي 43 ٪ من الأطفال في عام 2030 يفتقرون إلى التعلم. وحتى لو قللت البلدان من فقر التعلم بأسرع المعدلات التي شهدناها حتى الآن في هذا القرن، فإن هدف القضاء عليه لن يتحقق بحلول عام 2030.

هناك حاجة ملحة لالتزام مجتمعي للاستثمار بدرجة أكبر وعلى نحو أفضل في البشر. فإذا كان الأطفال لا يستطيعون القراءة، فمن المؤكد أن جميع أهداف التنمية المستدامة للتعليم ستكون عرضة للخطر. إن القضاء على فقر التعلم لا يقل أهمية عن القضاء على الفقر المالي المدقع أو الجوع. ويتطلب تحقيق ذلك في المستقبل المنظور تقدمًا أسرع بكثير على نطاق واسع مما نراه حتى الآن.

لحفز هذا التقدم وتعزيز جهوده، يقوم البنك الدولي بما يلي:

  1. إطلاق هدف تعلم عالمي تشغيلي جديد لخفض معدل فقر التعلم بمقدار النصف على الأقل قبل عام 2030
  • تظهر المحاكاة أن هذا الهدف طموح، ولكنه قابل للتحقيق إذا تمكنت جميع البلدان من تحقيق ذلك. ولتحسين التعلم كما فعلت الدول الأفضل أداءً في الفترة 2000-15 – مما يعني في المتوسط مضاعفة معدل التقدم العالمي ثلاث مرات تقريبًا.
  1. استخدام ثلاث ركائز أساسية للعمل لدعم البلدان في تحسين نتائج رأس المال البشري لشعوبها         
  • حزمة سياسة لمحو الأمية تتكون من تدخلات تركز بشكل خاص على تعزيز اكتساب إتقان القراءة في المدرسة الابتدائية؛
  • نهج تعليمي محدث لتعزيز أنظمة التعليم بأكملها – حتى يمكن استدامة تحسينات محو الأمية وتوسيع نطاقها ويمكن تحقيق جميع نتائج التعليم الأخرى
  • قياس طموح وجدول أعمال بحثي – يغطي قياس كل من نتائج التعلم ومحركاتها والبحث المستمر الموجه نحو العمل والابتكار حول كيفية بناء المهارات الأساسية.

 التغيير مطلوب على نطاق واسع وسريع ولأعداد كبيرة من السكان. ولا يمكن أن يتم ذلك بدون التكنولوجيا. لذا، سيتم استخدام البنية التحتية الرقمية وأنظمة المعلومات مفتوحة المصدر لضمان وصول الموارد إلى جميع المعلمين والطلاب والمدارس.

 

مبادرات التعليم وحدها لا تكفي. سوف يتطلب مكافحة فقر التعلم نهجًا متكاملًا متعدد القطاعات مدعومًا بإجراءات تتجاوز قطاع التعليم – أي في جميع المجالات الأخرى الضرورية لتحسين التعلم. على سبيل المثال، يتطلب ضمان أن يتمكن جميع الأطفال من التعلم مياه وصرف صحي أفضل، وتحسين الصحة والتغذية، وحماية اجتماعية أفضل للسكان الأقل حظًا، وإصلاحات الخدمات المدنية، وتعزيز إدارة وتمويل الخدمات العامة. كل هذا يتطلب نهجًا حكوميًا كاملاً لتحقيق نتائج تعليمية أفضل. إضافة إلى ذلك، هناك حاجة لتجديد الاهتمام بالدور الذي تلعبه الأسر والمجتمعات في بناء الطلب على التعليم، وخلق البيئة المناسبة للتعلم، ودعم إصلاحات التعليم الصحيحة. يدرك مشروع رأس المال البشري هذه الحاجة إلى العمل عبر القطاعات للجمع بين جميع الإجراءات المطلوبة لتحسين رأس المال البشري.

التحدي: القضاء على فقر التعلم

التعليم أساسي لنمو البلدان وإنتاجيتها وتطورها؛ ولدخل الفرد والأسرة ورفاهيته؛ ولتحسين النتائج الصحية؛ وللمشاركة الفعالة في التربية المدنية والحياة السياسية؛ ومن أجل التماسك الاجتماعي؛ وللمشاركة الفعالة للأفراد والمجتمعات في الاقتصاد العالمي. وفي المقابل، تعد معرفة القراءة والكتابة والمهارات الأساسية الأخرى أساسية لجميع النتائج التعليمية الأخرى. ويهدف مقياس فقر التعلم الجديد إلى تسليط الضوء على أوجه القصور في محو الأمية وتحفيز العمل لضمان أن يتمكن جميع الأطفال من اكتساب معرفة القراءة والكتابة والمهارات الأساسية الأخرى. إن التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان، وهو أيضًا أساسي لإطلاق العنان للقدرات البشرية – لذلك من الضروري ضمان إعمال الحق في التعليم بطريقة هادفة لجميع الأطفال.

الرؤية: التعلم لجميع الأطفال والشباب

يُنظر الآن إلى التعليم الواسع النطاق وعالي الجودة في كل مكان على أنه أساس التنمية والنمو والحد من الفقر. وتجسد أهداف التنمية المستدامة تطلعات عالية جدًا للتعليم. ويلتزم الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة بما يلي: بحلول عام 2030، سيضمن الموقعون “ضمان التعليم الجيد والشامل والمنصف وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع”. أول الالتزامات بموجب الهدف الرابع للتنمية المستدامة هو الهدف (4-1)، وهو “ضمان أن يكمل جميع الفتيات والفتيان تعليمًا ابتدائيًا وثانويًا مجانيًا ومنصفًا وعالي الجودة يؤدي إلى نتائج تعليمية فعالة وذات صلة”. بعبارة أخرى، التزم العالم بتحقيق إتمام التعليم الثانوي الشامل لجميع الشباب – وبتعلم هادف – بحلول عام 2030. كما يسلط مؤشر رأس المال البشري للبنك الدولي الضوء على أهمية تحسين اكتساب المهارات على نطاق واسع لجميع الأطفال في سن 18 كأساس للإنتاجية اللاحقة والنمو.

هذا التركيز على التعليم لجميع الأطفال والشباب أمر سليم وله ما يبرره. فالتعليم حق وله قيمة متأصلة كبيرة، فضلاً عن كونه محركًا رئيسًا للتنمية والنمو والقدرة التنافسية. لذلك فإن رؤيتنا في البنك الدولي هي عالم تقوم فيه جميع البلدان، من خلال التعليم، بإعداد أطفالها وشبابها للنجاح كمواطنين في عالم سريع التغير. وهذا يتطلب منهم:

  • الاستثمار في شعبهم.
  • اتخاذ إجراءات تظهر أن التعلم مهم بالنسبة لهم؛
  • الالتزام ليس فقط بالموارد المالية، ولكن أيضًا بالموارد السياسية والإدارية اللازمة لبناء نظام تعليمي يخدم الجميع.

إن توفير تعليم يعد أطفال اليوم للمستقبل ليس مهمة ثابتة. فالعالم يتغير بوتيرة سريعة، حيث تعمل الاتجاهات العالمية مثل التكنولوجيا المزعزعة، وتغير المناخ، والتطور الديموغرافي المتسارع على إعادة تحديد المهارات التي يحتاج المتعلمون إلى تطويرها اليوم حتى يصبحوا عمال منتجين ومواطنين مشاركين غدًا. ومع ذلك، فإن بعض الأشياء لا تتغير: لكي نكون مستعدين لهذا التحدي، يحتاج جميع الأطفال إلى اكتساب المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب والتفكير الأساسي، بالإضافة إلى المهارات الاجتماعية والعاطفية الهامة مثل الضمير والمثابرة. هذه المهارات هي الأساس لتعلم كيفية التعلم ولجعل الرؤية حقيقة.

حجم المشكلة – الأزمة في سنوات التأسيس

العقبة الأساسية أمام تحقيق هذه الرؤية هي أنه على الرغم من كل التطورات في التعليم في العقود الأخيرة، فإن الشباب يتركون المدرسة بقليل من التعلم وقليل جدًا من المهارات التي تجعلهم مواطنين منتجين قابلين للتوظيف. هذه المشكلة لها أبعاد عديدة، لكن الأزمة تبدأ في السنوات التأسيسية للنظام التعليمي:

  • نحن نواجه أزمة تعلم عالمية .6 في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، تظهر مقاييس مختلفة أن ما يقرب من نصف الطلاب يذهبون إلى المدرسة دون اكتساب المهارات الأساسية التي يحتاجون إليها. إن عدم التركيز على ضمان معرفة القراءة والكتابة والحساب في العديد من البلدان يعني أن ملايين الأطفال يتركون المدرسة دون هذه المهارات المعرفية الأساسية.
  • معدل التحسن في التعلم بطيء للغاية. في ظل معدل التحسن الحالي، سيكون من المستحيل الوصول حتى إلى هدف لمحو الأمية الأساسية العامة والحساب بحلول عام 2030 – ناهيك عن المهارات العليا التي تتطلع إليها البلدان لأطفالها وشبابها.
  • تأتي أزمة التعلم على رأس الفجوات المستمرة في الالتحاق. إن الالتحاق بالتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة منخفض، وإتمام المرحلة الابتدائية لم يتم تعميمه بعد. وفي التعليم الثانوي، لا تزال معدلات التسرب مرتفعة للغاية، لا سيما في البلدان منخفضة الدخل وبين الفتيات في بعض البلدان

أهمية المهارات التأسيسية

هناك كم هائل من الأدلة على فوائد التعليم. بالنسبة للأفراد والأسر، يؤدي التعليم إلى إنتاجية ومكاسب أعلى، والحد من الفقر، ومعدلات أعلى للتوظيف، ونتائج صحية أفضل، ومشاركة مدنية أكبر. بالنسبة للمجتمعات، يسهم التعليم في تسريع الابتكار والنمو، وتحسين أداء المؤسسات، وزيادة الحراك الاجتماعي بين الأجيال، ومستويات أعلى من الثقة الاجتماعية، وتقليل احتمالية نشوب النزاعات.

نحن ندرك الآن أن المهارات الأساسية مثل معرفة القراءة والكتابة الأساسية والحساب هي محركات مهمة لهذه الفوائد. نحن ندرك أن العديد من فوائد التعليم هذه لا تنبع من عدد السنوات التي يقضيها الطالب في الجلوس في الفصل، ولكن من التعلم أو المهارات التي يكتسبها الطالب. وتؤسد الأبحاث بقوة هذا الحدس. ويتنبأ مستوى المهارات في المجتمع بنمو اقتصادي أفضل من مستوى التعليم. ويسهم التعلم في الحراك الاجتماعي بين الأجيال في المجتمع أيضًا، ويحصل الأطفال في المجتمعات ذات المدارس الأفضل على أرباح أعلى كبالغين، ويبدو أن معدلات التعلم الأعلى هي أحد الأسباب. وبالنسبة للأفراد، تساعد المقاييس البسيطة للمهارات الأساسية في تفسير المكاسب حتى بعد التحكم في سنوات التمدرس، في كل من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والاقتصادات الناشئة. وفي البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، تتنبأ القدرة الأفضل على القراءة بالسلوكيات المالية المحسنة، في حين أن التعليم لا يفعل ذلك. وفي 48 دولة نامية، يكون الارتباط بين التعليم الابتدائي للإناث وانخفاض معدل وفيات الأطفال أعلى بمقدار الثلثين عندما يؤدي التعليم إلى مزيد من التعلم.

القراءة – مهارة أساسية وبوابة للتعلم

جميع المهارات الأساسية مهمة – فلماذا التركيز على القراءة؟ حتى التعريف الأساسي للمهارات الأساسية يشمل أكثر بكثير من القراءة؛ فهو يشمل أيضًا الحساب، ومهارات التفكير الأساسية، والمهارات الاجتماعية والعاطفية التأسيسية. ولكن هناك العديد من الأسباب التي دفعتنا إلى اختيار التركيز على مقياس فقر التعلم وهدف التعلم تحديدًا على القراءة.

وخلاصة القول، تعد المهارات الحسابية وغيرها من المهارات الأساسية ذات أهمية حيوية، ولا ينبغي هنا أن يؤخذ أي شيء يشير إلى غير ذلك – ولكن القراءة المبكرة تستحق اهتمامًا خاصًا. ولأن كل هذه المهارات على وجه التحديد مهمة للغاية، فنحن بحاجة إلى توثيق ثم تسريع معدل التقدم في أبسط المهارات: القراءة. لقد حققت العديد من البلدان بالفعل نجاحًا في تدريس القراءة، ويمكن تطبيق الأدلة من هذه النجاحات على سياقات أخرى. إن زيادة معرفة القراءة والكتابة من خلال إصلاحات نظام التعليم تعزز قدرة البلدان على القيام بعد ذلك بإصلاحات تعليمية أكثر تعقيدًا وإدارتها. وإذا قامت الدول بهذا الحق، فسيكون الجمهور أكثر دعمًا للإصلاحات، وستعمل أنظمة التعليم على تحسين تقديم الخدمات، وسيكون لدى الأطفال الأدوات اللازمة للتعلم في كل مجال من مجالات المعرفة.

يجب أن يكون جميع الأطفال قادرون على القراءة في سن العاشرة

لماذا يعتبر تعلم القراءة بإتقان في سن العاشرة من الأهمية بمكان كمعيار؟  العمر العاشرة (الصف الرابع) هو العمر الذي ينتهي العديد من الأطفال من إتقان “آليات” القراءة الأساسية في الأنظمة عالية الأداء. بحلول ذلك الوقت، يمكنهم قراءة معظم الكلمات والبدء في النمو كقراء مستقلين. في العديد من البلدان، يكون طلاب الصف الثالث “يقرؤون من أجل التعلم” (reading to learn) بعد أن أنهوا المرحلة المكثفة من “تعلم كيفية القراءة”  (learning to read). فبمجرد أن يتعلم الأطفال القراءة ويصبحوا قادرين على القراءة بطلاقة، فإنهم يقرؤون بشكل أسرع، وهذا يحرر مساحة معرفية لهم للتركيز على معنى النص. تعني القراءة الأسرع مزيدًا من الممارسة والاستمتاع في كثير من الأحيان.

فقر التعلم: مؤشر جديد للإنذار المبكر لتسليط الضوء على مستويات التعلم المنخفضة

يمكن أن تساعد المعلومات الأفضل في ضمان اكتساب جميع الأطفال لمهارات القراءة التي يحتاجونها. إذا كان مئات الملايين من الأطفال لا يحصلون على القراءة الأساسية ومهارات أخرى، بحلول نهاية المدرسة الابتدائية، ما الذي يمكن فعله حيال ذلك؟ أولاً، من الضروري زيادة الوعي بالمشكلة وبناء الاستعداد لمعالجتها. وتتمثل إحدى طرق القيام بذلك في تلخيص المشكلة في مؤشر موجز بسيط يسهل فهمه وتتبعه.

هذا هو سبب إطلاقنا لمؤشر فقر التعلم، والذي يجمع بين أوجه القصور في الوصول إلى المدرسة والتعلم في مقياس واحد بسيط. إنه يقيس مفهومًا مباشرًا: ما نسبة الأطفال حول العالم غير القادرين على قراءة نص قصير مناسب للعمر مع استيعاب في سن العاشرة؟ تأتي معدلات إتقان القراءة المستخدمة لقياس فقر التعلم من نهج يجمع بين تقييمات التعلم الموحدة الحديثة (عبر الوطنية والوطنية) التي أجريت في نهاية المدرسة الابتدائية. ونظرًا لأن هذه التقييمات لا تأخذ في الاعتبار الأطفال الذين لم يلتحقوا بالمدرسة، فإننا نخصم معدل الكفاءة المحسوب بنسبة الأطفال غير المسجلين في المدرسة، وبالتالي نجمع بين مقاييس الجودة والكمية في التمدرس. فنحن نحسب الأطفال خارج المدرسة في سن الابتدائية باعتبار أن لديهم فقر تعلم لسببين: (1) تجريبيًا ، من غير المرجح أن يقرؤوا بكفاءة؛ و (2) من منظور حقوق الإنسان، يجب أن يشير مقياس فقر التعلم إلى أن جميع الأطفال يجب أن يكونوا في المدرسة وأن يتعلموا القراءة وأن غياب أي منهما هو شكل من أشكال الفقر.

قياس فقر التعلم: الإنجازات والثغرات المتبقية في البيانات

بفضل التقدم المحرز في قياس التعلم وإثبات القابلية للمقارنة، يغطي مؤشر فقر التعلم الجديد أربعة أخماس السكان المستهدفين. يعيش 80% من الأطفال في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل في بلد به تقييم تعليمي واحد على الأقل في نهاية المرحلة الابتدائية، تم إجراؤه في السنوات الثماني الماضية، وهو ذو جودة كافية لاستخدامه في رصد أهداف التنمية المستدامة. ونحن قادرون على استخدام هذه التقييمات لبناء مؤشر عالمي يعتمد على مستويات الكفاءة المنسقة فقط. مثل هذه المقارنات والتجميع العالمي لبيانات التعلم مع تغطية السكان بهذا الحجم لم تكن ممكنة حتى السنوات الأخيرة.

سيكون القضاء على فقر التعلم أمرًا صعبًا: ثلاث نتائج

أين نحن الآن: نصف الأطفال في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل يعانون من فقر التعلم

الرقم الرئيس الذي يظهر من هذا التحليل هو أن 53٪ على الأقل من جميع الأطفال في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل غير قادرين على القراءة بكفاءة بحلول سن العاشرة – أو حتى في سن الثانية عشرة – عندما يتم اختبار العديد منهم. هذا المعدل لفقر التعلم أعلى بكثير من معدل فقر الدخل المدقع، والذي تم تخفيضه بالفعل إلى 11٪ ، وهو في طريقه إلى الهدف العالمي المتمثل في القضاء على الفقر بحلول عام 2030. ومع ذلك، في مجال التعليم، واحد من كل طفلين في العالم النامي لا يتعلمون القراءة في أواخر سن المدرسة الابتدائية. والمعدل أعلى بكثير في بعض المناطق: في أفريقيا جنوب الصحراء، يقترب فقر التعلم من 87٪، أو ما يقرب من سبعة أضعاف معدل 13٪ الموجود في البلدان المتعاملة مع البنك الدولي في أوروبا وآسيا الوسطى (الشكل 3).

إلى أين يتجه العالم: بمعدلات التقدم الحالية،

فإن القضاء على فقر التعلم بحلول عام 2030 بعيد المنال

كيف تغير معدل فقر التعلم في السنوات الأخيرة؟ هل يتراجع بسرعة كافية لضمان أنه في عام 2030 ، سيكون جميع الأطفال بارعين في القراءة بحلول سن العاشرة، أو على الأقل بنهاية المرحلة الابتدائية؟ الجواب هو بالتأكيد “لا”، بالنظر إلى معدلات التقدم التاريخية. عندما ننظر إلى كل مستويات التحسن أو التدهور في البلدان الفردية بين عامي 2000 و 2018، نجد أن:

  • التخفيض السنوي المتوسط في فقر التعلم، عبر جميع الفترات، أقل من نقطة مئوية واحدة في السنة. مع معدل فقر التعلم العالمي بنسبة 53 ٪ في عام 2015، يشير هذا إلى أنه ما لم يتسارع التحسن بشكل كبير عن الأنماط التاريخية الحالية، فإن العالم سيقصر كثيرًا في القضاء على فقر التعلم بحلول عام 2030.
  • في حوالي 20٪ من المستويات المسجلة للتغيير السنوي، إن فقر التعلم في تزايد. وهكذا، على الرغم من تحسن معدلات القراءة العالمية، لا يوجد ضمان للتقدم في البلدان الفردية.

الطريق إلى الأمام

يجب أن نلتزم بالتركيز على جودة التعليم وإنهاء فقر التعلم. يتطلب القضاء على فقر التعلم لجميع الأطفال بحلول عام 2030 تحسينات بمعدل وحجم غير مسبوقين. ومع ذلك، يجب أن نواصل السعي لتحقيق هذا الهدف. علاوة على ذلك، يجب أن يكون القضاء على فقر التعلم مع التقدم في أهداف التعليم الأخرى على رأس أولويات التنمية، إلى جانب الهدفين التوأمين المتمثلين في إنهاء الفقر المدقع وتعزيز تقاسم الرخاء.

يمكن أن تؤدي التدخلات التي تركز على محو الأمية إلى تسريع التقدم نحو هدف التعلم ورفع جودة التعليم بشكل عام

تم تصور هدف التعلم كأداة لتوجيه وتسريع تحسين محو الأمية وكمحفز لتحسينات أوسع في جودة التعليم. تتوافق الإجراءات التي تؤدي إلى التحسين لتحقيق الهدف مع كل ركيزة من ركائز تحسين جودة التعليم.

المكون 1: ضمان الالتزام السياسي والفني بأهداف ووسائل وتدابير واضحة لمحو الأمية

يبدأ طريق النجاح بالالتزام بهدف تعليم جميع الأطفال القراءة في المدرسة الابتدائية. تفشل أنظمة التعليم التي تعاني من فقر تعليمي مرتفع في أداء المهمة الأساسية المتمثلة في تأمين المهارات الأساسية للطلاب. يتطلب تغيير مسار التعلم في هذه الأنظمة التزامًا بالأهداف والوسائل والتدابير التي تضمن أن يصبح جميع الطلاب قراءًا بارعين في الصفوف الأولى.

المكون 2: ضمان التدريس الفعال لمحو الأمية

لا يقدم المعلمون في العديد من البلدان أنواع أو كميات التدريس التي يحتاجها الطلاب لتعلم القراءة. تُظهر الأدلة أنه عندما يتم تعليم الطلاب بالطريقة الصحيحة (المحتوى والتسلسل وكمية التدريس)، فإن جميعهم تقريبًا يتعلمون القراءة. ومع ذلك، يفتقر العديد من المعلمين في البلدان منخفضة الدخل إلى المهارات التي يحتاجون إليها لتقديم تعليم فعال بشكل عام، وللقراءة بشكل خاص.

المكون 3: ضمان الوصول في الوقت المناسب إلى نصوص أكثر وأفضل مناسبة للعمر والمهارات

يعد توافر مواد القراءة عالية الجودة والمناسبة للعمر مؤشرا هاما على معرفة القراءة والكتابة المبكرة القوية. الأطفال الذين يفتقرون إلى الكتب أو التعرض للمواد المطبوعة أو الرقمية والمكتوبة يكونون عمومًا في وضع غير مؤات أثناء محاولتهم تعلم القراءة. “فقر الطباعة” له عواقب وخيمة على الأداء: تظهر البيانات من الولايات المتحدة أن الطلاب الذين أحرزوا درجات ضمن النسبة المئوية 98 في الاختبارات قد يقرؤون (4.7) مليون كلمة في السنة، أي ما يعادل (67) دقيقة في اليوم؛ أما أولئك الذين وقعوا ضمن النسبة المئوية العاشرة قد يقرأون فقط 51000 كلمة في السنة، أو دقيقة واحدة في اليوم. ولتحقيق الطلاقة، يجب أن يتعرض الطلاب للنصوص المناسبة وأن يكون لديهم وقت مستدام لممارسة القراءة.

المكون 4: أولاً يجب تعليم الأطفال اللغة التي يتحدثونها ويفهمونها

يكتسب الأطفال الكفاءة في القراءة إذا تم تدريسهم بلغتهم الأم أولاً. يواجه الطلاب الذين يتعلمون القراءة بلغة لا يتحدثون بها في المنزل صعوبة كبيرة في التعلم. ويصاب الكثير منهم بالإحباط وعدم الانخراط، ومن المرجح أن يتركوا المدرسة مبكرًا ولديهم رأس مال معرفي أقل. على النقيض من ذلك، أظهرت الأبحاث أن الطلاب في الصفوف الأولى الذين يتم تدريسهم بلغتهم الأم يحققون فهمًا أعلى للقراءة. في الواقع، أشارت الأبحاث في إفريقيا جنوب الصحراء إلى أن تعلم كيفية القراءة بلغة المنزل يمكن أن يساعد الطلاب على اكتساب مهارات أكبر بلغتهم الثانية في السنوات اللاحقة. يعد استخدام لغة المنزل لتعليم الطلاب في السنوات الأولى من الدراسة عاملاً مهمًا ليس فقط لتأسيس الكفاءة في القراءة، ولكن أيضًا لتوفير الأساس لدراسة موضوعات أكثر تعقيدًا.

تكييف حزمة سياسات محو الأمية عبر مختلف الظروف في الدول

تختلف الظروف التي تفضل معرفة القراءة والكتابة بشكل كبير عبر البلدان وداخلها. يجب أن تتكيف السياسات والممارسات بشكل مناسب مع هذه الاختلافات. تعتمد صعوبة جعل جميع الأطفال يقرؤون في سن العاشرة على عدة عوامل. ولعل أهم العوامل هي القدرة المؤسسية لنظام التعليم الوطني، وتوافر عدد النصوص والكتب، وطبيعة اللغة (اللغات) التي يجب تعلمها. اعتمادًا على سياق البلد على طول هذه الأبعاد، يمكن تنفيذ سياسات مختلفة وملائمة. مع تطور الدولة، مما يسمح بتنفيذ سياسات مختلفة.

تعكس التدخلات قدرات البلد وظروفه

تعد القدرة المؤسسية عاملاً رئيسياً يميز السياقات المختلفة للنجاح في محو الأمية. تنطوي المستويات المختلفة للقدرة المؤسسية، التي ترتبط عادةً بمستويات مختلفة من نتائج التعلم، على مجموعات مختلفة من السياسات التي ينبغي تنفيذها. تم تقديم تصنيف إرشادي تم تطويره لأغراض توضيحية لتوفير مزيد من التفاصيل حول كيفية تكييف حزمة سياسة معرفة القراءة والكتابة.

تتطلب التدخلات التي تستهدف محو الأمية أجندة أوسع لتحسين جودة التعليم

تتوافق الإجراءات التي تتخذها البلدان لتحسين القراءة في الصفوف المبكرة مع الإجراءات الرامية إلى تحسين جودة التعليم بشكل عام وتدعمها. تعمل المناهج الواضحة والصريحة والمتماسكة، مع التوجيه المناسب للمعلمين، على تحسين القراءة المبكرة وغيرها من الموضوعات عند استخدامها بشكل مناسب. إن توفر مواد التدريس والتعلم يعزز نتائج التعلم عبر التخصصات، كما أن سياسات لغة التدريس الجيدة تفيد التدريس بغض النظر عما يتم تدريسه. ويمكن للإصلاحات الأضيق أن تحفز إصلاحات أوسع أو العكس. قد تسعى البلدان ذات السجلات الضعيفة في تنفيذ الإصلاحات المعقدة إلى التركيز بشكل أكبر على مجموعة محددة من الأهداف للمهارات التأسيسية في الصفوف الأولى. وقد يكون لدى البلدان الأخرى قدرة واسعة لمعالجة إصلاح الأنظمة بالكامل دفعة واحدة.

خمس ركائز لتحسين النظام

لكي تعمل التدخلات التي تستهدف محو الأمية بطريقة مستدامة، هناك حاجة إلى إصلاحات واسعة النطاق تضمن وجود العناصر الصحيحة للنظام. من أجل تحسين النظام على أساس مستمر، فإن ذلك يتطلب نظام تقدم وظيفي للمعلم على أساس الجدارة؛ وبنية تحتية أساسية للتعلم ؛ وأنظمة مدارة بشكل جيد تقدم التغذية الراجعة المطلوبة؛ ومدخلات للتحسين المستمر. يجب أن ترتكز الحزمة على إصلاح على مستوى النظام بأكمله وستحتاج البلدان من أجله مزيدًا من الوقت والالتزام السياسي.

يرتكز نهج البنك الدولي لتحسين أنظمة التعليم على خمس ركائز. تمثل هذه الركائز الخمس المجالات التي يتعين فيها على البلدان عادةً إحراز تقدم من أجل صياغة أنظمة توفر الخبرات الصحيحة لطلابها. تعزز كل ركيزة حزمة سياسات محو الأمية المحددة الموضحة أعلاه، ويمكن أن تساعد معًا في تحقيق هدف التعلم. تركز الركائز الخمس على المتعلمين، والمعلمين، والفصول الدراسية، والمدارس، وأنظمة التعليم.

  • إعداد المتعلمين وتحفيزهم للتعلم: تُعد الجهود المبذولة لدعم نمو الأطفال وتعلمهم قبل الالتحاق بالمدرسة الابتدائية أمرًا بالغ الأهمية لضمان وصول الأطفال إلى المدرسة وهم مستعدين للنجاح.
  • المعلمون على جميع المستويات فعالون ومقدرون: تحسين جودة المعلم يعتمد على خمسة مبادئ رئيسية؛ أولاً، اجعل التدريس مهنة جذابة من خلال تحسين وضعها وسياسات التعويض وهياكل التقدم الوظيفي. ثانيًا، تأكد من أن التعليم قبل الخدمة وأثناء الخدمة يتضمن عنصرًا عمليًا قويًا لضمان أن المعلمين مجهزون جيدًا للانتقال والأداء الفعال في الفصل الدراسي. ثالثًا، تشجيع اختيار المعلمين على أساس الجدارة، متبوعًا بفترة اختبار لتحسين جودة قوة التدريس. رابعًا، تقديم الدعم والتحفيز المستمر، في شكل تطوير مهني عالي الجودة أثناء الخدمة وقيادة مدرسية قوية، للسماح للمعلمين بالتحسين المستمر. خامساً، استخدم التكنولوجيا بحكمة لتعزيز قدرة المعلمين على الوصول إلى كل طالب، مع مراعاة مجالات قوتهم وتطورهم.
  • الفصول الدراسية مجهزة للتعلم: تحتاج البلدان إلى ضمان مناهج واضحة وصريحة ومتماسكة (تتماشى مع قدرات المعلمين على تقديم التعليمات وقدرات الطلاب على التعلم)، فضلاً عن المدخلات والأدوات والتدخلات عالية الجودة لترجمة المناهج إلى فعالية. التعلم لجميع الطلاب.
  • المدارس أماكن آمنة وشاملة: يجب أن يكون جميع الأطفال قادرين على تعلم القراءة في بيئات تعليمية صحية وآمنة وشاملة.
  • أنظمة التعليم تدار بشكل جيد: يجب أن تكون القدرة الإدارية لوزارات التعليم، بما في ذلك على مستوى مكاتب التعليم وفي المدارس، قادرة على التعامل مع تقديم خدمة معقدة مثل التعليم لآلاف المدارس كل يوم.

يجب دعم هذه الركائز الخمس بالتزام سياسي قوي لضمان تعلم جميع الأطفال.

دعوة إلى اتخاذ إجراء

إن ارتفاع معدلات فقر التعلم وبطء معدل التقدم في القضاء عليه أمر غير مقبول أخلاقياً واقتصادياً. يجب أن يتعلم جميع الأطفال القراءة بحلول سن العاشرة ، وذلك لضمان حصولهم على فرص في الحياة ولتعزيز المهارات في مجتمعاتهم. يعرض فقر التعلم مستقبل الأطفال وتنمية بلدانهم للخطر. ويعد القضاء على فقر التعلم هدفًا إنمائيًا ملحًا، وهو هدف حاسم لتحقيق أهدافنا المتمثلة في إنهاء الفقر المدقع وتعزيز الرخاء المشترك ، فضلاً عن أي أهداف تعليمية أخرى. نحن في نقطة انعطاف: سيولد الأطفال البالغون من العمر 10 سنوات في عام 2030 العام المقبل. ومن الأهمية بمكان تسريع الجهود الآن لضمان أن يكون هؤلاء الأطفال قادرين على القراءة عندما يبلغون 10 سنوات من العمر.

 

المصدر: البنك الدولي. يمكن تحميل التقرير من الرابط أدناه

Ending Learning Poverty: What will it take?  World Bank

https://openknowledge.worldbank.org/handle/10986/32553

عن admin

شاهد أيضاً

التعليم في كندا

ترجمة د. أسامة محمد إبراهيم السياق العام في عام 2000، السنة الأولى من برنامج التقييم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page